Friday 20 February 2009

قصتـــان وفـــائــدتــــان


جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له‏:
امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك
‏فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون‏..
‏ سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها‏..‏
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي
سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه‏..‏
لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد‏..‏
ظل الرجل يسير ويسير.. ولم يعد أبدا‏‏ فقد ضل طريقه وضاع في الحياة،
ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك والتعب
لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية أو القناعة
النجاح الكافي هو ما يحتاجه الانسان

وليس النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء

‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان‏؟
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..

فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏ ونواصل الإرسال بعد الفاصل‏..‏

بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط

‏الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت الصيد الثمين‏

و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش‏..‏

ولا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبدا‏

ويحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏
وعندما وصل انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له:‏ الوقت لا يتسع الآن
وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
‏ وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت:
‏ أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة‏..‏
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏‏:
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ والحديقة الجميلة؟‏..‏ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟
‏ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة

فقال الحكيم:‏‏ ارجع وتعرف على معالم القصرعاد الفتى يتجول في القصر

منتبها هذه المرة إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران‏..‏ شاهد الحديقة والزهور الجميلة‏..

‏ وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى

‏فسأله الحكيم:‏ ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..

‏ فقال له الحكيم‏:‏ تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك..

سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت

‏فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،

وقطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..

‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة


يقول إدوارد دي بونو:أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا‏

Friday 13 February 2009

مــن ربــاعــيــات جــاهـــيـــن


من بين شقوق الشيش وشقشقت لك

مع شهقة العصافير وزقزقت لك

نهار جديد أنا.. قوم نشوف نعمل ايه

أنا قلت يا ح تقتلني.. يا ح اقتلك

عجبي


****************************


جالك أوان ووقفت موقف وجود

يا تجود بده ياقلبي.. يا بده تجود

ما حد يقدر يبقى على كل شئ

مع إن –عجبي– كل شئ موجود

عجبي


*******


جالك أوان وعرفت مشي الجنايز

كيف شفتها ياعبد رب اللذايذ

قال: شفت شيل بالحيل فقير أو أمير

كما شالوا في الخمامير فواضي القزايز

عجبي


******


أنا كنت شئ وصبحت شئ ثم شئ

شوف ربنا.. قادر على كل شئ

هز الشجر شواشيه ووشوشني

قال لابد ما يموت شئ عشان يحيا شئ

عجبي*


******


يامشرط الجراح أمانة عليك

وانت ف حشايا تبص من حواليك

فيه نقطة سوده في قلبي بدأت تبان

شيلها كمان.. والفضل يرجع إليك

عجبي*


******


كيف شفت قلبي والنبي ياطبيب

همد ومات ولاّ سامع له دبيب

قالّي لقيته مختنق بالدموع

ومالوش دوا غير لمسه من إيد حبيب

عجبي*


******


تسلم يا غصن الخوخ يا عود الحطب

بييجي الربيع.. تطلع زهورك عجب

وانا ليه بيمضي ربيع وييجي ربيع

ولسه برضك قلبي حتة خشب

عجبي

***************


قلبي عليل يا ناس وفي الكاس دواه

مديت له إيدي شربت م اللي حواه

جنبي الشمال خف.. اليمين اتوجع

وإيه يداوي الكبد م اللي كواه

عجبي*


******


دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت

وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت

وحاجات كتير بتموت في ليل الشتا

لكن حاجات أكتر بترفض تموت

عجبي*


******


دي مذكرات وكتبتها من سنين

في نوتة زرقا لون بحور الحنين

عترت فيها.. رميتها في المهملات

وقلت صحيح أما صحيح كلام مخبولين


عجبي*


**************

Monday 2 February 2009

قــصــيـــدة الــســــؤال ..للدكتـور مـصـطــفى مــحــمــود


قد لا نعثر علي كثير مما كتبه من شعر, ربما لأنه
مزق ما كتب, أو رأي نفسه متحققا في فنون الكتابة
الأخرى وقد نشر الدكتور/ مصطفي محمود قصيدة في كتابه
السؤال الحائر, واسماها السؤال


تقول القصيدة



يا صاحبي ما آخر الترحال


وأين ما مضي من سالف الليال


أين الصباح وأين رنة الضحك


ذابت...؟


كأنها رسم علي الماء


أو نقش علي الرمال


كأنها لم تكن كأنها خيال


أيقتل الناس بعضهم البعض علي خيال


علي متاع كله زوال


علي مسلسل الأيام والليال


في شاشة الوهم ومرآة المحال


إلهي يا خالق الوجد..


من نكون


من نحن ..من همو..ومن أنا


وما الذي يجري أمامنا


وما الزمان والوجود والفنا


وما الخلق والأكوان والدنا


ومن هناك..من هنا


أصابني البهت والجنون


ما عدت أدري وما عاد يعبر المقال