جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له:
امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك
فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون..
سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها..
ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي
سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه..
لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد..
ظل الرجل يسير ويسير.. ولم يعد أبدا فقد ضل طريقه وضاع في الحياة،
ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك والتعب
لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية أو القناعة
النجاح الكافي هو ما يحتاجه الانسان
وليس النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء
من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان؟
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا..
فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر.. ونواصل الإرسال بعد الفاصل..
بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط
الطموح مصيدة.. تتصور إنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين
و هكذا يعيش الإنسان معركتين.. معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش..
ولا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبدا
وعندما وصل انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن
وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت:
أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله:
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟.. والحديقة الجميلة؟.. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا، فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة
فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصرعاد الفتى يتجول في القصر
منتبها هذه المرة إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران.. شاهد الحديقة والزهور الجميلة..
وعندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى
فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟.. نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا..
فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك..
سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة..
فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة
يقول إدوارد دي بونو:أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا
جميلة قوي قوي يا مصرية
ReplyDeleteاسمها الرضا
اسمها تكتفي وتشكر بالأربعة وعشرين قيراط بتوعك وما تجريش ورا رزق غيرك لأنك كده كده مش ها تطوله
عندي صديقة هي مثال واضح للرضا ما شاء الله
اتاخرت عنا شوية في الترقية بس راضية جدا بنجاح ولادها وسعادتها في بيتها .. لم اكن اتفهم كيف لأنسان ان يدفن طموحه حتى علمتني الحياة فعرفت قيمة صديقتي
ربنا يكرمك بوست اكتر من رائع
ربنا يبارك لكي يا ستيته ويبارك لصديقتك الجميله الراضية
ReplyDeleteعندك حق فعلا هو الرضا
يجب أن نحاول لكن بهدوء
نطمح لكن بدون أن نلهث وراء رغبة الوصول للقمة
والحمد هو زينة الرضا ونور الحياه وبلسمها
نورتيني بالزياره يا ستيته
أحبك في الله
السلام عليكم
ReplyDeleteحلوة أوى القصص كالعادة اختياراتك دايما موفقة
عارفة احنا ممكن نستفيد حاجة تانية من القصة بتاعت السعادة
نقطتين الزيت دول هما الاحلام القادمة والنجاحات الحالية
لما هما دول بيبقوا كل همنا فى الدنيا بتلاقي الواحد بيسعى ويسعى حتى انه بيوصل في النهاية ويحس انه ناجح جدا ومعاه فلوس كتير جدا لكن مستمتعش بيها محسش بطعم الدنيا لانه كان مأجل ده لحد مايقنع بايللي معاه
زى القصة الاولى مقتنعش لحد ما مات انا كنت سمعتها زمان انه مات
وفي النهاية ماخدش حاجة رغم انه كان ممكن يكتفي بحاجة معينة ويستمتع بيها بعد كده
تحياتى ليكى
وعليكم السلام يا بنوته
ReplyDeleteتحليل جميل برضه من الكاتبه الواعده
يبقى كده الستر والصحه والأحلام والنجاحات
المهم التوازن كي نستمتع بنعم الله علينا ونوظف قدراتنا لما يفيدنا ويفيد من حولنا
خالص مودتي لبنوته